من بغىٰ شيئا بغاه طول الأمد
سمر الرميمة
22 أبريل, 2022
شعر
135 زيارة
كاتب وشاعر مصري
مَنْ بَغَىٰ شَيْئًا بَغَاهُ طُوُلَ الأَمَدِ
أُحِبُّكِ مِنَ الطُّفُوُلَةِ إِلىٰ الكِبَرِ
لَعَمْرُكِ لَنْ يَسْهُوُ عَنْكِ وَجْدِي
وَلَمْ يَسْهُوُ لمَّا كَانَ فِي الصِّغَرِ
ما رَأيْتُ جِفْنَكِ إِلَّا وَسَهَا إِلَيْهِ
جِفْنِي يَخْشَاكِ سَهْوَةَ النَّظَرِ
أقْضِي لَيْلِي بِفِكْرٍ فِيْكِ آرِقًا
غَيْرُ مُكْتَرِثٍ لِخَشْيَةِ السَّهَرِ
طَابَ لِي حَدِيثٌ بِهِ ذِكْرَاكِ
طَابَ لِي ذِكْرَاكِ في السَّمَرِ
لَيْتَ تُطْوىٰ المَسَافَاتُ بَيْننَا
لَيْتَ يُطْوىٰ الآنَ بُعْدُ السَّفَرِ
أَيَحْظَىٰ اِمْرِءٌ بِدُنْيَاهُ مَا بَغَىٰ
هَلْ أحْظَاكِ قَبْلَ مَغِيبِ العُمُرِ
إِنْ أَحْظَىٰ فَهَذَا مَا كُنْتُ أَرْغَبُهُ
وَإِنْ لَمْ أَحْظَىٰ فَيَا إِرْغَامُ القَدَرِ
تَضَرُّعًا كُنْتِ فِي عُمُرِي أُدَاوِمُهُ
أَوَلَمْ تَكَونِي أُدْعِيَةً فِي السَّحَرِ
حَتَّىٰ أَتَتْ العُيُونُ بِدَمْعٍ لَمْ
أَرَاهُ مِنَ الدّمُوُعِ بَلْ مِنَ المَطَرِ
أَقُولُ فِيكِ مَا لَا أَقُولُهُ لِغَيْرِكِ
وَمُسْكِرُ حُبّكِ غَيْر كُلِّ مُسْكِرِ
أَتَرِي إِذْ سِرْتُكِ وَالخَوْضُ فِيكِ
كَالخَوْضِ فِي طَرِيقٍ مُذْكِرِ
ويَشْكو ذَا الفُؤَادِ مَا يُحْزِنهُ
يَشْكُو ضُحَىً بَيْنَ دُرَّةُ الدُّرَرِ
إِنْ أَرَاكِ وَسَطَ جُلَّاسٍ أَرَاهُمُ
كالنّجُوُمِ عَدَدًا وَانْتِ كالقَمَرِ
أَوَلَمْ تَكَونِي سِرَاجًا فِي الدُّنْيَا
أَطَلَّتْ لِمُهْمِلٍ وَغَابَتْ لمُنْتَظِرِ
لَكِ دَاخِلِي مَشَاعِرٌ حَسِبْتُهَا
لِكَثْرَتِهَا كَأوْرَاقٍ عَلَىٰ شَجَرِ
مَتَىٰ مَا أَرَدُّتُ الإِفْصَاح بِهَا
أَخْرَجْتُهُنَّ فِي كَلَامٍ مُعَطَّرِ
وَذَاكَ الكَلامُ إِنْ رَزَأَ غَايَتَهُ
زِدْتُّكِ فِيهِ مِنْ قَولٍ وَخَبَرِ
لَأَخْبَرْتُكِ أَنَّ العُشَّاقَ اِثْنَيْنِ
ذَاكَ فِي صَفْوٍ وَذَاكَ فِي كَدَرِ
هَذَا مَا بَغَىٰ أَضْحَىٰ فِي يَدِهِ
وَهَذَا مَا بَغَىٰ أَمْسَىٰ بِمُتَعَذَّر